أخبار العالم

رمضان بين الروحانيات

والمظاهر السلبية: هل فقدنا جوهر الشهر الكريم؟

رمضان بين الروحانيات والمظاهر السلبية: هل فقدنا جوهر الشهر الكريم؟

بقلم / صابر محجوب

مع أول يوم من شهر رمضان المبارك، يوحانياتنتظر المسلمون هذه الأيام العطرة للتقرب إلى الله عبر الطاعات والذكر والاستغفار. ولكن للأسف، بات استقبال هذا الشهر في بعض المناطق يأخذ منحى مختلفًا، حيث تحل الألعاب النارية والصواريخ والبُمب محل السكينة والعبادة، فتتحول الشوارع إلى ساحات ضوضاء وإزعاج، بدلاً من أن تكون ميادين رحمة وطمأنينة.

لم تعد هذه الظاهرة مجرد تسلية للأطفال، بل أصبحت مصدرًا حقيقيًا للرعب والخطر. فالصوت المدوي للمتفجرات المصنوعة محليًا لا يرهب الأطفال فحسب، بل يثير الفزع في قلوب النساء وكبار السن. وما هو أسوأ من ذلك أن هذه الممارسات تسببت في وقوع حوادث خطيرة، مثل اندلاع النيران في المحلات التجارية نتيجة استخدام الألعاب النارية بشكل غير مسؤول.
الأمر لا يقتصر فقط على الضوضاء، بل نجد أن بيع الألعاب النارية أصبح يتم جنبًا إلى جنب مع تجارة السجائر وأحيانًا المخدرات، مما يعكس خللًا مجتمعيًا كبيرًا. ففي الوقت الذي ينبغي أن يكون فيه رمضان شهرًا للتوبة والإصلاح، نجد البعض يستغله لنشر السلوكيات الضارة، التي لا تمت لروحانيات الشهر بصلة.
نظرًا لخطورة هذه الظواهر وتأثيرها السلبي على المجتمع، يرجى تكثّيف الأجهزة الأمنية حملاتها لضبط مروجي الألعاب النارية والمخدرات .
رمضان هو فرصة عظيمة لإعادة تهذيب النفس وغرس القيم الإيجابية في الأجيال الناشئة. لذا، يجب أن تكون هناك حملات توعية على مستوى الأسر والمدارس والمساجد، لشرح خطورة هذه الظواهر السلبية، وحث الأطفال والشباب على استثمار رمضان في العبادات والأعمال الصالحة بدلًا من الممارسات الخاطئة.
علينا جميعًا أن نتذكر أن رمضان هو شهر السلام، لا الإزعاج. شهر التأمل والعبادة، لا المفرقعات والانفجارات. فلنستقبله بالنية الصادقة والطاعات، لا بالمظاهر التي تفسد أجواءه وتؤذي الآخرين. وختامًا، لنطرح على أنفسنا سؤالًا مهمًا: هل نستقبل رمضان حقًا كما ينبغي، أم أننا انحرفنا عن مقاصده السامية؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى